الأخبارالاقتصادالثروات الطبيعية

كيف ينهب النفط التونسي

النفط التونسي إلى أين يذهب

هل يعلم التونسيين أنّه في سنة 1980 كانت 50% من الصادرات التونسية هي صادرات نفطية؟
وهل يعلم التونسيين أنّه في سنة 1990 تونس حققت فائض إنتاج نفطي؟

وهل يعلم التونسيين أن الكارثة حلّت بنا خاصّة مع بداية العمل بما يسمّى بمجلّة المحروقات(1999) التي ينصّ فصلها رقم 105 على إعفاء الشركات الأجنبية من جميع الأداءات المحدثة أو التي سوف تحدثها الدولة التونسية لاحقا. وينص فصلها الكارثي رقم 126 على حق الشركات النفطية الأجنبية في تصدير العملة الصعبة من تونس دون المرور بالبنك المركزي التونسي؟
هل يعلم التونسيين أن غالبية العقود في مجال الطاقة ( التي صوّت نواب الإتلاف الحاكم مؤخّرا على التستر عليها وعدم نشرها في الرائد الرسمي) والتي أبرمتها الدولة التونسية مع الشركات الأجنبية هي عقود مجحفة قاعدتها الأساسية هي إبتزاز خيراتنا بأبخس الأثمان وتقوم على ما يسمّى بالشروط الثابتة أي أنّه لا يمكن بأي حال من الأحوال تغييرها في حين تبرم الدول ذات السيادة مع هذه الشركات العقود بشروط متحرّكة فمثلا قيمة الأتاوة لإستغلال حقل نفط أو غاز تخضع لنسبة وتكلفة الإنتاج وللأسعار في السوق الدولية. تونس أبرمت عدّة عقود بشروط ثابتة منذ عشرات السنين مع عدّة شركات أجنبية لإستغلال الغاز، ففي الوقت الذي ظلّت فيها قيمة الأتاوة التي تنتفع بها الدولة التونسية ثابتة تضاعفت أسعار النفط والغاز عشرات المرّات في الأسواق العالمية ممّا مكّن الشركات الأجنبية من تحقيق أرباح طائلة.
هل يعلم التونسيين أنّه وفق العقود المبرمة مع هذه الشركات في حالة وقوع خلاف بين الدولة التونسية وهذه الشركات فإنّ التقاضي بين الطرفين سوف يكون أمام القضاء الدولي وليس أمام القضاء التونسي وفي الغالب قضاء دولة المنشأ للشركة المعنيّة؟

هل تعلمون ما وجه الشبه بين تاجر الدين وتاجر النفط؟
الأوّل إذا ما إختلفت معه في تأويل النصّ الديني وأقنعته بالحجة العقلية والمنطقية سوف يسلّط عليك سيف سلطته الفقهية ويقول لك أنت لا تفقه في الدين وانه الوحيد المخوّل له ان أجتهد وأن يصدر الفتاوي لأنه “عالم” دين ولأنّه ظلّ الله في الأرض.
الثاني، أي تاجر النفط إذا ما أردت الحديث معه في مجال الطاقة سوف يقول لك أنّ هذا ليس إختصاصك، وما تقوله غير صحيح ومبالغ فيه ومقدّراتنا النفطية محدودة جدّا ونحن نعاني من عجز طاقي. ويعمل كل ما في وسعه ليبقى هذا الملفّ صندوقا أسودا وهو الوحيد الذي يملك مفاتيح أقفاله.

 




الأستاذ محمد

مدير الموقع ومدون في مجالات متنوعة مصمم جرافيك ومطور ويب وعمل.. متخصص تسويق إلكتروني بعدة شركات

مقالات ذات صلة

اترك ردا

زر الذهاب إلى الأعلى