قالت 3 مصادر أمنية لبنانية، اليوم (السبت)، إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ أمس، تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع ضربة إسرائيلية يُشتبه في أنها أدت إلى مقتل الزعيم المحتمل الجديد لـ«حزب الله»، هاشم صفي الدين. وتعتبر هذه الضربات جزءًا من عملية تصعيدية تشهدها المنطقة في الأيام الأخيرة، وسط توتر متزايد بين الفصائل المختلفة. وقد تسببت الضربات الجوية في دمار واسع في المنطقة، مما يعرقل الجهود الإنسانية والإنقاذية بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالمنشآت والبنية التحتية الأساسية. وبحسب شهود عيان، فإن القصف أوقع عدداً من الإصابات والضحايا من المدنيين الأبرياء الذين كانوا يتواجدون في المنطقة المكتظة بالسكان. تؤكد التقارير المحلية والدولية أهمية الاستجابة السريعة والاتصال بالمجتمع الدولي لبحث سبل وقف هذه العمليات العدائية المتكررة.
وقال أحد المصادر الأمنية لوكالة «رويترز» للأنباء إن الاتصال فُقد مع صفي الدين منذ ضربة أمس (الجمعة). وكان هذا التصريح جزءًا من تحقيق أمني أوسع يجريه المسؤولون لمحاولة تتبع آثار الضربة وتحديد هويتهم وأهدافهم المحتملة. وأضاف المصدر أن السلطات تواصل جهودها لتجميع المعلومات وتحليل البيانات لتحديد موقع صفي الدين، مشيرًا إلى أهمية هذا الشخص في السياق الأمني الراهن. وبحسب المصدر، فإن التعاون بين الجهات الأمنية المحلية والدولية قد يكون ضروريًا لحل هذه القضية واستعادة التواصل مع صفي الدين في أسرع وقت ممكن.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يخلف صفي الدين الأمينَ العام للجماعة حسن نصر الله، الذي قتلته إسرائيل، وذلك بعد فترة طويلة من التفاني والعمل المستمر في صفوف التنظيم، حيث عرف بإخلاصه وحنكته السياسية في إدارة الأمور. صفي الدين لعب دورًا محوريًا في عدة مناسبات حاسمة، وساهم بشكل كبير في صياغة سياسات الجماعة وتوجيه استراتيجياتها العامة. من جهة أخرى، يعد المخضرم في بناء العلاقات مع الأطراف المختلفة، مما يجعله مؤهلاً لتولي زمام القيادة في ظل الظروف الحرجة والتحديات المتزايدة التي تواجهها الجماعة.
ذكرت وسائل إعلام أميركية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت شخصيات بارزة في العاصمة اللبنانية، في إطار حملة للقضاء على تهديدات «حزب الله». هزَّت القصف المباني، وقالت إسرائيل إنها قتلت 250 مسلحاً من «حزب الله» منذ يوم الاثنين، وعثرت على أسلحة ومتفجرات في عمليات تطهير شمال الحدود.
